Translate

الاثنين، 22 أكتوبر 2018

صور من مدينة المزمة الأثرية قرب الحسيمة


 مدينة المزمة كانت العاصمة الأساسية لـ إمارة النكور الإسلامية التي تأسست في أواخر القرن الأول للهجرة، والتي كانت تسمى أيضا بـإمارة بني صالح و«المزمة» ما زالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا، وقد بني عليها نادي البحر الأبيض المتوسط، في أواخر الستينيات على الأرجح، في الحسيمة. وكانت تمتد إمارة بني صالح من منطقة « بادس أو باديس » غربا إلى نهر ملوية شرقا. فمنطقة الناظور ومليلية ومنطقة غساسة كانت كلها تضمها هذه الإمارة. وكان لها ميناء مهم يتواصل من خلاله مع الأندلس وهو الميناء الموجود حاليا في منطقة « سيدي إدريس ». وعندما تم القضاء على هذه الإمارة «الناكورية» أو «الصالحية» في أواسط القرن الخامس للهجرة، على يد المرابطين وهدموا «المزمة» بسبب الحروب، وكانت قد هوجمت مرات عدة من طرف « العبيديين » وكانت تستعيد أنفاسها كل مرة. لكن القضاء النهائي عنها تم في عهد المرابطين على يد يوسف بن تاشفين، حيث كانت له رؤية إستراتيجية تقوم على توحيد منطقة المغرب؛ فقد امتدت دولته شرقا إلى الجزائر العاصمة، وامتدت شمالا إلى جبال « البرانسس » في إسبانيا، وجنوبا إلى نهر السنغال.













































































































































































السبت، 30 ديسمبر 2017

الى متى؟؟ سنتغير...؟؟ حتى نغير غيرنا...؟؟


في السابق كان التاريخ يذكر لنا عن جرائم الامبريالية الأوروبية الفرنسية والانجليزية والأمريكية والسوفياتية الروسية في حق الشعوب المستضعفة وأما الآن فسنسمع بكل اشمئزاز عن جرائم الأنظمة العميلة و عساكر الخيانة الذين اختطفوا مصير شعوبهم ويمارسون ضدهم الابادة كلما هددت كراسيهم كما يقع في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا وما وقع في الجزائر و.....الخ
أنظمة خائنة لشعوبها حكامها تربوا في حضن الاعداء وتحت رعاياتهم لا لا يمتون لنا بصلة لهم جنسيات مزدوجة أو ثلاث ورباع يقاتلون شعوبهم بالوكالة عن هذه الأنظمة الامبريالية التي تنشر ما يسمى بالفوضى الهدامة وليس الخلاقة كما يدعون كي يزيدوا غنى ونزيد نحن خرابا وفقرا وجهلا ونصير عبيدا نباع ونشترى في أسواق النخاسة ما دمنا متخلفون نقبل على قتل بعضنا البعض بدون ندم كالحيوانات بسبب تنوعنا واختلافنا الطائفي والعرقي والديني لأننا لسنا ديموقراطيون من الاصل ونحب السيطرة مثلهم ولا نحب من يختلف معنا مهما اختلفت الايديولوجية و طريقة التفكير مهما ادعينا الحداثة والتطور والتدين شكلينا فالجريمة واحدة والضحية هو التعايش الانساني والعدالة والمساواة والاحترام المتبادل هذه هي نقط الضعف فينا ؟؟؟ مهما اشتكيتم من ظلم الأنظمة المجرمة المسيطرة والجاثمة على قلوبنا ؟؟ حتى نحن معاشر الشعوب والنخب لسنا على صواب ؟؟ فلنغير أنفسنا ثم بعد ذلك سنفكر كيف نغير هذه الانظمة الاجرامية ونرمي بها في البحر أو ندفنها في مزبلة التاريخ ....؟؟؟ الى متى...؟؟ سنتغير ؟؟؟


الأحد، 10 ديسمبر 2017

بيان محمد عبد الكريم الخطابي حول دوافع تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي: 5 يناير 1948


هذا بيان محمد عبد الكريم الخطابي المرجو مقارنته بما يقوله المتصهينون الجدد الذي يدعون تشبثهم بالخط الكفاحي التحرري الاسلامي للمقاومة الريفية بقيادة الزعيم الخطابي...؟؟؟؟
بيان حول دوافع تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي: 5 يناير 1948
محمد ع. الكريم الخطابي
بسم الله الرحمان الرحيم
أبناء شعب اٍفريقيا الشمالية الكريم
 يسرني أن أوجه اٍليكم أول خطاب و أنا متمتع بالحرية الكاملة في أرض الكنانة بعد طول الفراق و بعد الشقة, و نحمد الله على هذه المنة الجليلة التي أتاحت لنا الفرصة لاستئناف الكفاح في سبيل حريتنا و استقلالنا.
اٍخواني الأعزاء
 لا يخفى أننا أسسنا لجنة مهمتها تحرير المغرب العربي المسلم من ربقة الذل و الاستعباد و من نير الاستعمار البغيض, و أن الظروف الحاضرة و الواجب الوطني هو الذي دفعني دفعا الى تولي رياسة هذه اللجنة, و اٍلا فما كان لي أرب في هذه الرياسة لعظم مسؤوليتها و خشية الضعف عن القيام بهذا الواجب العظيم, لأن الاٍنسان لا يقدم على أمر حتى يفكر في عواقبه و ملابساته و مقدماته و نتائجه. و هل في استطاعته أن يقوم بواجبه كما ينبغي.
 و على أية حال فقد و قع ما وقع و انتهى تأليف اللجنة على أساس قوله عليه الصلاة و السلام: كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته.
 لذا فاٍني أرى من واجبي اليوم بعد تقديم تحياتي للجميع أن أعلمكم و أنبهكم اٍلى أن الواجب الديني و الواجب الوطني يقضيان على كل فرد من أفراد شعب المغرب العربي أن يتحدوا اتحادا لا تشوبه شائبة, و ينبذوا نهائيا كل ما من شأنه أن يؤدي اٍلى أدنى خلاف أو نزاع و أن يوحدوا جهودهم المادية و الأدبية حتى نستطيع أن نقوم بواجب تحرير شعبنا ووطننا و اٍنقاذهما من وطأة الأحتلال بالقضاء على الدخيل.
 هذا ما أرجوه منكم و أحثكم عليه, وهذا ما تسمعونه مني دائما اٍلى أن نصل اٍلى شاطئ السلامة بتحقيق الكرامة. و اٍني لا أحيد قيد أنملة عن اٍسماعكم هذه الأسس المتينة التي نريد أن نبني عليها أعمالنا في المستقبل, و أن كل من سيسعى في خلاف بينكم أو اٍحداث شقاق في صفوفكم أعتبره خائنا و جانيا على الوطن, لأن الذي سيستغل هذا الخلاف لحسابه و يستفيد منه لفائدته هو العدو الغاصب المستعمر لبلادنا, فلا يجوز أن يقبل منه أي عذر من الأعذار في هذا السبيل.
إخواني
 فعلى الاحزاب أن يتركوا النعرات الحزبية وأن لا يجعلوها وسيلة للتفرقة والنزاع مما لا يعود على وطننا العزيز إلا بزيادة الوطاة الاستعمارية وتمكين التدخيل من رقابنا.واعلموا أن أقوى سلاح نقدمه للدفاع عن وطننا هو سلاح الاتحاد بين الزعماء وعامة الشعب. إذ ليس لنا سبيل للخلاص ولا الخروج من هذه الازمة الخانقة إلا إذا تكاتفنا وتعاونا واتحدنا،وانخذنا الوحدة شعارا مقدسا لا تشوبه أغراض ولا أعراض.
إخواني
 إن يوم الخلاص قريب،قريب إذا وفيتم بهذا الشرط والتزمتم التقيد به والعمل عليه والدعوة اليه، كل بمفرده لا فرق بين كبير وصغير ولا بين رئيس ومرؤوس. ويكفينا دليلا على صحة هذا قول الله العالم بما فيه مصلحة عباده المؤمنين الذين سماهم إخوة: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. (سورة الأنفال، آية 46) وقوله عليه الصلاة والسلام: المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.
 هذا وإني أعتقد أن ما قدمناه من نصح وإرشاد فيه الكفاية الآن.فأوجه كلمتي الأخيرة إلى طبقة الموظفين من إخوانين منبها إياهم بأن عليهم مسؤولية يجب مراعاتها ولا يتهاونون في شأنها.وليعلموا أن تصرفاتهم وسلوكهم مع المواطنين سيسألون عنها بين يدي الله.فقد بلغني أن البعض منهم لا يراعي في إخوانه إلا ولا ذمة، وكل ما يهمهم هو إشباع شهواتهم وترضية أهائهم، فلا شك أنهم ــ إن لم يتوبوا ويثبوا إلى الاستقامة والنزاهة والعمل لرفع شأن الوطن بإقامة ميزان العدل في الأمة ــ أنهم سيجازون عاجلا أم آجلا،إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. (سورة آل عمران، آية 102) ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلهم إياكم أن اتقوا الله. (سورة النساء، آية 131)
 والله أسأل أن يوفقنا جميعا لما فيه سعادة الدارين ورفاهية الوطن وتحريره نهائيا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم عبد الكريم الخطابي
القاهرة  5/1/1948

السبت، 9 ديسمبر 2017

استراتيجية الاختراق الصهيوني لبعض النخب الأمازيغية في المغرب أساليبه ومظاهره

في خضم انشغال الشعوب العربية والاسلامية بمعاركها من أجل التغيير والكرامة ومواجهة الفساد والاستبداد والتبعية، يواصل الصهاينة العمل على اختراق ما يعتقدون أنها مناطق هشة قابلة للاختراق، لإيجاد مواقع لهم في العالم العربي والاسلامي.
وفي هذا السياق يصلون الليل بالنهار لضمان مكان لهم بالمغرب عبر اعتماد إستراتيجية ناعمة تتجاوز منطق تطبيع العلاقات علنا على الصعيد الرسمي، الذي انتهى تحت ضغط الاحتجاج الكبير الذي شهده الشارع العربي والمغربي إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وحينها أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب ونظيره المغربي في تل أبيب يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2000، بعد العريضة الشهيرة للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي وقعتها قيادات الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات، إثر مسيرة مليونية يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2000 حملت شعار "كلنا فلسطينيون"، طالبت من خلالها بإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني.
وإذا كان هذا الأخير قد أغلق بعد معركة استمرت لسنوات فإن الاتصال بقي قائما، حيث عمد الكيان الإسرائيلي إلى تغيير إستراتيجيته السابقة القائمة على تحقيق تطبيع اقتصادي يشمل مجالات الصناعة والفلاحة والتبادل التجاري ليعوضه باختراق ثقافي يمكن أن يشكل في اعتقاده أساسا لبناء علاقات على المدى المتوسط والبعيد يمكن البناء عليها في مستقبل الأيام.
إستراتيجية الاختراق 
في هذا السياق أصبحت دوائر القرار الإسرائيلي تنطلق في إستراتيجيتها للاختراق مما تنتجه أدبيات عدد من مراكز الأبحاث والتفكير من رؤى وتصورات، وفيما يتعلق بهذا الموضوع تأتي مساهمة "مركز موشي ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا" التابع لجامعة تل أبيب في المقدمة، وهو المعهد الذي اشتهر بعملية سرقة أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني بعد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت سنة 1982.
وقد تأسس بقرار من الرئيس المؤسس لجهاز الموساد "رؤوفين شيلواح" سنة 1959، حيث يضع هذا المركز منطقة المغرب العربي الكبير ضمن أولوياته في المرحلة الحالية والمستقبلية، بعد أن اشتغل فترة طويلة في السابق على ملفين شكلا بامتياز مصدر هشاشة للأمن العربي في مناطق إستراتيجية، وذلك في إقليم كردستان شمال العراق وجنوب السودان الذي انتهى دولة مستقلة انفصلت عن السودان.
وقد أصبح لهذا المركز، بفعل إمكانياته المالية وما يصدره من أبحاث ودراسات، تأثير كبير على صانع القرار في الكيان الصهيوني، حيث يعتمد دراساته رئيس الحكومة، ووزارة الحرب (المكتب الخاص)، ووزارة الخارجية (المكتب الخاص)، وأجهزة الاستخبارات الثلاثة (الموساد، وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وجهاز الأمن العام "الشاباك") ثم البرلمان (الكنيست).
وبعد تحقيق دراساته وأبحاثه حول العراق والسودان لنجاحات كبيرة، بدأ اهتمامه يتجه منذ سنة 2005 نحو أقطار المغرب الكبير بإيعاز من عدة هيئات استخبارية وسياسية إسرائيلية، كما أكد ذلك رئيس قسم شمال أفريقيا السابق في المركز العقيد "جدعون جرا" (نائب سابق لرئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، وحاصل على دكتوراه حول ليبيا).
وذلك عبر سلسلة من الندوات والأوراش نظمت بإشراف المركز يستضيف فيها مشاركين أمازيغ من المغرب والجزائر، اهتمت بما أسماه "المشكلة الأمازيغية في المغرب والجزائر في أبعادها وتطوراتها المختلفة"، إضافة لموضوع "العلاقات التاريخية بين اليهود والأمازيغ في منطقة شمال أفريقيا".

واعتمد مجموعة من الأدوات في بناء وقائع على الأرض انطلاقا من توصيات يتم الاشتغال عليها بكثافة، أهمها تأسيس لجان صداقة أمازيغية إسرائيلية في كل من المغرب والكيان الإسرائيلي، وتسويق منشورات وكتب تحرض على الانفصال وتدعو إلى توظيف المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الموجودة لخلق كيانات انفصالية بالمنطقة تماما مثلما وقع شمال العراق وجنوب السودان.
وقد أفرز هذا الاهتمام بعد مرور خمس سنوات مشروعا ضخما لهذا المركز، يقضي بتخصيص جانب هام من بؤرة انشغاله لما أسماه "التنوع الإثني بالمغرب والجزائر"، حيث كشفت دراسة أصدرها المعهد نفسه في أغسطس/آب 2010 عن "الإمكانيات الواعدة لاستثمار الحركة الأمازيغية بهدف تحقيق اختراق في منطقة المغرب العربي الكبير".
والهدف من ذلك تجاوز ما عدته أكبر عائق أمام التطبيع مع الصهاينة، متمثلا في الحركات القومية والإسلامية، "انطلاقا من أربعة مرتكزات: القطع مع الرصيد الحضاري العربي الإسلامي، والارتباط بالنموذج الغربي والدفاع عن قيمه الكونية، والتركيز على المشاكل الداخلية الحقيقية لتجنب الاهتمام بالصراع العربي الإسرائيلي، ثم العمل على إلغاء فكرة العداء لإسرائيل من خلال التأصيل التاريخي والثقافي لفكرة التقارب الأمازيغي الإسرائيلي".
وكان صاحب البحث هو "بروس مادي فايتسمان" الرئيس الحالي لقسم شمال أفريقيا بمركز موشي ديان والباحث في معهد فيلاديلفيا لبحوث السياسة الخارجية بأميركا، وصاحب الدعوة الشهيرة إلى ضرورة استغلال ورقة الأمازيغ للتغلغل والتطبيع مع المغرب، وهو كثير الحضور إلى المغرب.
وقد أصدر في ربيع 2011 كتابا يتضمن رؤية المركز التي تختزل وجهة نظر الكيان الصهيوني لهذه المسألة تحت عنوان "الحركة الهوياتية الأمازيغية تحد لأنظمة شمال أفريقيا"، وهو عمليا الخيط الرابط بين مجموعة من النشطاء الذين ينسبون أنفسهم للحركة الأمازيغية في المغرب والجزائر.
في مظاهر الاختراق 
وانطلاقا من تلك الإستراتيجية أعلاه، حقق الصهاينة اختراقا جزئيا تمثل في نجاحهم بتنظيم مجموعة من الأنشطة والندوات مثل:

-
ندوة في معهد موشي ديان نفسه حول التركيبة السكانية لدول المغرب العربي وإمكانية اختراقها والعمل على تفكيكها مثلما حدث شمال العراق وجنوب السودان، شارك فيها مجموعة من نشطاء الحركة الأمازيغية الذين تتسم مواقفهم بالعنصرية والتطرف، بل وصل الاختراق إلى حدود توظيف المركز لأحد المغاربة ضمن طاقم المركز (اسمه سمير بلعياشي).

-
قيام معهد "ياد فاشيم" بالقدس المحتلة المهتم بما يسمى المحرقة بتنظيم دورة تكوينية حول "الهولوكوست الصهيوني" أيام 6-14 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، حضرها وفد من 18 شخصا تشكل في معظمه من أساتذة التعليم الابتدائي بتنسيق مع جمعية ماتت في المهد اسمها "جمعية سوس العالمة للصداقة الأمازيغية اليهودية"، حيث كان أول وفد من العالم الإسلامي ومن الوطن العربي يحضر هذه الدورة كما قالت "دوريت نوفاك" مديرة المعهد.
وقد تلقى أعضاء الوفد دروسا عما يعرف في الأدبيات الصهيونية بالمحرقة وكذا محاضرات حول "القواسم المشتركة بين اليهود والجماعات الإثنية والطائفية في العالم العربي وكيفية الاستفادة من التجربة اليهودية في الخلاص، عن طريق تدبير المصير والعيش المستقل ووسائل المقاومة التي استخدمها اليهود من أجل إقامة دولتهم".
غير أن المفارقة هنا هي أنه في الوقت الذي كان فيه هؤلاء يخوضون غمار هذه "الدورة التكوينية" في القدس المحتلة، كان الأديب المغربي اليهودي المرحوم "إدمون عمران المالح" المعروف بمناهضته للصهيونية يخوض معركة شرسة في مواجهة مشروع تدريس ما يعرف بالمحرقة أريد إقحامه في المناهج التعليمية المغربية، في تجسيد حي لمواقف الإرث اليهودي العربي بالمنطقة المغاربية الذي يأخذ طابعا مناهضا للصهيونية مثلما هو عليه الأمر مع آخرين غيره مثل أبراهام السرفاتي وسيون أسيدون بالمغرب وجورج عدة وجيزيل حليمي في تونس على سبيل المثال لا الحصر.
كما كان العالم يعج بتأسيس منظمات يهودية تعلن مقاطعتها للكيان الصهيوني عقب جرائمه في محرقة غزة، أو على الأقل تعلن خلافها معه وترفض تبني جميع أطروحاته كما هو الحال مع منظمة "جي ستريت" في أميركا و"جي كول" في أوروبا. 

-
وضع مخطط لتأسيس شبكة من الجمعيات المساعدة على الاختراق تحت مسمى الصداقة الأمازيغية الإسرائيلية، غير أن الرفض التلقائي للرأي العام المغربي لجمعيات من هذا القبيل جعل الذين قبلوا القيام بهذا الدور من بعض المكونات المتطرفة والمعزولة في الحركة الأمازيغية يلجؤون إلى تسميتها بجمعيات الصداقة الأمازيغية اليهودية.
ويشار إلى أن اسما كهذا في المغرب لا معنى له ما دام المجتمع المغربي ينطوي على مكون يهودي لا بأس به يشكل جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المغربي على مر حوالي ألفين من السنين، وجزء منه ناطق بإحدى اللغات الأمازيغية الثلاث الأساسية، مثلما يتكلم اللغة العربية إضافة إلى عبرية السفارديم الأقرب إلى اللغة العربية بحكم منشئهما التاريخي المشترك.
وفي هذا السياق لم يكتب النجاح للجمعيات التي تأسست تحت هذا المسمى كذلك، حيث ولدت جمعية "الصداقة الريفية الإسرائيلية" ميتة بمدينة الحسيمة حاضنة الإرث التحرري لثورة المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي الذي ألهمت دعوته من القاهرة للتطوع للقتال في فلسطين قبيل إعلان اغتصابها من طرف الصهاينة مئات من المغاربة والعرب سنة 1947، وبقي هذا الإرث التحرري عاصما لمنطقة الريف من الاختراق الصهيوني.
والمصير نفسه عرفته جمعية أخرى تأسست بمنطقة سوس جنوب المغرب تحت مسمى "جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية" ورفعت شعارا لها حوار الأديان والثقافات، في منطقة أنجبت رموزا نضالية مؤثرة في الوجدان المغربي مثل المناضل "محمد بنسعيد أيت يدر" أحد قادة المقاومة إبان الاستعمار وأبرز قادة اليسار المغربي الذي طالما أكد أن نكبة فلسطين هي التي ألهمته للالتحاق بحزب الاستقلال في المرحلة الاستعمارية، إثر مراسلاته مع أحد أصدقائه الذي لبى نداء عبد الكريم الخطابي للتطوع في حرب 1947-1948 حيث كان مرابطا بمدينة بيت لحم. 

-
تنظيم زيارات لبعض السياسيين الذين لا ثقل لهم في المشهد السياسي، مثل زيارة أحمد الدغرني (رئيس حزب مغربي هامشي)، أو زيارات المغني الجزائري فرحات مهني المتعددة للكيان الصهيوني طلبا للاعتراف بانفصال منطقة القبائل، وهي الزيارات التي كرست نبذهما داخل المشهد السياسي المغربي والجزائري على حد سواء.
آفاق واعدة لمواجهة التطبيع 
لقد كانت يقظة الشعب المغربي عاملا حاسما في إفشال إستراتيجية الاختراق الصهيونية، حيث لعبت "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين" التي تمثل طيفا واسعا من النسيج المدني والسياسي المغربي أدوارا بارزة في فضح هذه الاختراقات.
لذا لجأ المطبعون إلى وسائل مخادعة، حيث سخرت مؤسسات من المفروض أن تكون بعيدة عن شبهة التطبيع، مثل مؤسسة "آنا ليند للحوار بين الثقافات" (يمثلها داخل الكيان الصهيوني معهد "فان لير") التي يترأسها أحد أبرز رموز اللوبي الصهيوني بالمغرب، وهو المستشار الملكي "أندري أزولاي" الذي اتهمه الكاتب المغربي "جاكوب كوهين" بأنه أحد عملاء الموساد، و"مؤسسة الثقافات الثلاث" التي أنشئت بمبادرة من الحكومة المغربية وحكومة إقليم الأندلس بإسبانيا، ويعد أزولاي كذلك رئيسها المنتدب.
وهكذا بعد فشل الإستراتيجية السابقة في الاختراق، بدأ الصهاينة يتسللون عبر طرق ملتوية لتحقيق اختراق ثقافي، وفي هذا السياق ساهمت "مؤسسة الثقافات الثلاث" (إلى جانب مؤسسات وشخصيات صهيونية أخرى) في إنتاج شريط وثائقي تحت عنوان "تنغير، القدس: أصداء الملاح".

ويحكي الفيلم قصة مجموعة من المستوطنين الصهاينة من أصول مغربية تم تهجيرهم قسرا مطلع الستينيات من القرن الماضي من منطقة تنغير بالجنوب الشرقي للمغرب، لكن بطريقة تجعلهم ضحايا داخل فلسطين المحتلة.

وأثار الشريط الذي عرض على قناة تلفزيونية عمومية هي القناة الثانية، ضجة واسعة في المغرب، حيث عبرت القوى السياسية والمدنية بمنطقة الجنوب الشرقي عن إدانتها لهذه الخطوة التطبيعية وطالبت الدولة المغربية بتحمل مسؤوليتها في مواجهة هذا الاختراق.
وتواترت المبادرات في التصدي له، حيث أطلقت القوى المدنية والسياسية بالمنطقة "رابطة أمازيغ من أجل فلسطين" بهدف التصدي للاختراق الصهيوني وتفعيل عملية التضامن مع الشعب الفلسطيني، لتضاف إلى شقيقتها "الجمعية الأمازيغية الفلسطينية" التي تنشط بمنطقة الريف شمال شرق المغرب منذ ما بعد محرقة غزة.

وهي المبادرات التي أحبطت سعي بعض المتطرفين داخل الحركة الأمازيغية إلى اختطاف الأمازيغية وربطها بأقلية معزولة تعيش على هامش المجتمع، بهدف العمل على اغتيال ذاكرة المغاربة الجمعية التي لعب فيها قادة أمازيغ أدوارا طلائعية في الدفاع عن فلسطين وربطها بالوعي الوطني لعموم المغاربة، مما فتح آفاقا واعدة أمام حركة مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي طالما عدته أدبيات النضال المغربي المعاصر خيانة وطنية وقومية ودينية وإنسانية.