Translate

الأحد، 10 ديسمبر 2017

بيان محمد عبد الكريم الخطابي حول دوافع تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي: 5 يناير 1948


هذا بيان محمد عبد الكريم الخطابي المرجو مقارنته بما يقوله المتصهينون الجدد الذي يدعون تشبثهم بالخط الكفاحي التحرري الاسلامي للمقاومة الريفية بقيادة الزعيم الخطابي...؟؟؟؟
بيان حول دوافع تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي: 5 يناير 1948
محمد ع. الكريم الخطابي
بسم الله الرحمان الرحيم
أبناء شعب اٍفريقيا الشمالية الكريم
 يسرني أن أوجه اٍليكم أول خطاب و أنا متمتع بالحرية الكاملة في أرض الكنانة بعد طول الفراق و بعد الشقة, و نحمد الله على هذه المنة الجليلة التي أتاحت لنا الفرصة لاستئناف الكفاح في سبيل حريتنا و استقلالنا.
اٍخواني الأعزاء
 لا يخفى أننا أسسنا لجنة مهمتها تحرير المغرب العربي المسلم من ربقة الذل و الاستعباد و من نير الاستعمار البغيض, و أن الظروف الحاضرة و الواجب الوطني هو الذي دفعني دفعا الى تولي رياسة هذه اللجنة, و اٍلا فما كان لي أرب في هذه الرياسة لعظم مسؤوليتها و خشية الضعف عن القيام بهذا الواجب العظيم, لأن الاٍنسان لا يقدم على أمر حتى يفكر في عواقبه و ملابساته و مقدماته و نتائجه. و هل في استطاعته أن يقوم بواجبه كما ينبغي.
 و على أية حال فقد و قع ما وقع و انتهى تأليف اللجنة على أساس قوله عليه الصلاة و السلام: كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته.
 لذا فاٍني أرى من واجبي اليوم بعد تقديم تحياتي للجميع أن أعلمكم و أنبهكم اٍلى أن الواجب الديني و الواجب الوطني يقضيان على كل فرد من أفراد شعب المغرب العربي أن يتحدوا اتحادا لا تشوبه شائبة, و ينبذوا نهائيا كل ما من شأنه أن يؤدي اٍلى أدنى خلاف أو نزاع و أن يوحدوا جهودهم المادية و الأدبية حتى نستطيع أن نقوم بواجب تحرير شعبنا ووطننا و اٍنقاذهما من وطأة الأحتلال بالقضاء على الدخيل.
 هذا ما أرجوه منكم و أحثكم عليه, وهذا ما تسمعونه مني دائما اٍلى أن نصل اٍلى شاطئ السلامة بتحقيق الكرامة. و اٍني لا أحيد قيد أنملة عن اٍسماعكم هذه الأسس المتينة التي نريد أن نبني عليها أعمالنا في المستقبل, و أن كل من سيسعى في خلاف بينكم أو اٍحداث شقاق في صفوفكم أعتبره خائنا و جانيا على الوطن, لأن الذي سيستغل هذا الخلاف لحسابه و يستفيد منه لفائدته هو العدو الغاصب المستعمر لبلادنا, فلا يجوز أن يقبل منه أي عذر من الأعذار في هذا السبيل.
إخواني
 فعلى الاحزاب أن يتركوا النعرات الحزبية وأن لا يجعلوها وسيلة للتفرقة والنزاع مما لا يعود على وطننا العزيز إلا بزيادة الوطاة الاستعمارية وتمكين التدخيل من رقابنا.واعلموا أن أقوى سلاح نقدمه للدفاع عن وطننا هو سلاح الاتحاد بين الزعماء وعامة الشعب. إذ ليس لنا سبيل للخلاص ولا الخروج من هذه الازمة الخانقة إلا إذا تكاتفنا وتعاونا واتحدنا،وانخذنا الوحدة شعارا مقدسا لا تشوبه أغراض ولا أعراض.
إخواني
 إن يوم الخلاص قريب،قريب إذا وفيتم بهذا الشرط والتزمتم التقيد به والعمل عليه والدعوة اليه، كل بمفرده لا فرق بين كبير وصغير ولا بين رئيس ومرؤوس. ويكفينا دليلا على صحة هذا قول الله العالم بما فيه مصلحة عباده المؤمنين الذين سماهم إخوة: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. (سورة الأنفال، آية 46) وقوله عليه الصلاة والسلام: المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.
 هذا وإني أعتقد أن ما قدمناه من نصح وإرشاد فيه الكفاية الآن.فأوجه كلمتي الأخيرة إلى طبقة الموظفين من إخوانين منبها إياهم بأن عليهم مسؤولية يجب مراعاتها ولا يتهاونون في شأنها.وليعلموا أن تصرفاتهم وسلوكهم مع المواطنين سيسألون عنها بين يدي الله.فقد بلغني أن البعض منهم لا يراعي في إخوانه إلا ولا ذمة، وكل ما يهمهم هو إشباع شهواتهم وترضية أهائهم، فلا شك أنهم ــ إن لم يتوبوا ويثبوا إلى الاستقامة والنزاهة والعمل لرفع شأن الوطن بإقامة ميزان العدل في الأمة ــ أنهم سيجازون عاجلا أم آجلا،إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. (سورة آل عمران، آية 102) ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلهم إياكم أن اتقوا الله. (سورة النساء، آية 131)
 والله أسأل أن يوفقنا جميعا لما فيه سعادة الدارين ورفاهية الوطن وتحريره نهائيا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم عبد الكريم الخطابي
القاهرة  5/1/1948

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق